وكالة أنباء الحوزة - يُشار إلى أنّ مُعّد الفيلم ومنتجه، المحلل للشؤون العسكريّة ألون بن دافيد، شدّدّ خلال الفيلم على أنّه حتى اللحظة لم تعلن "إسرائيل" مسؤوليتها عن اغتيال فخري زادة.
وقال رام بن-باراك، النائب السابق لرئيس الموساد في حديثه للتلفزيون العبريّ إنّ الإيرانيين على قدرٍ كبيرٍ من الذكاء، الممارسة والخبرة وتنفيذ العمليات، ملمحًا إلى أنّ "إسرائيل" تلقّت منهم ضربات خلال الفترة السابقة، دون أنْ يعلم الجمهور العريض بذلك، دون أنْ يشير إلى دور الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة التي تمنع نشر مثل هذه الأخبار.
وفي معرِض ردّه على سؤالٍ أكّد بن-باراك أنّه من غير المستبعد بتاتًا أنْ تقوم طهران بتنفيذ عمليةٍ ثأريّةٍ ضدّ الدولة العبريّة، لافتًا إلى أنّ العملية لا يجب أنْ تكون بالضرورة داخل (الاراضي الفلسطينية المحتلة)، مضيفًا أنّ إيران قادرة على تنفيذ عملية داخل (الأراضي المحتلة)، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى اللحظة، على حدّ قوله.
وشمل الفيلم (اغتيال ممركز في إيران) أيضًا مقابلات مع مسؤولين كبار في جهازيْ الموساد والشاباك الذين أكّدوا قدرة الأجهزة المخابراتيّة الإسرائيليّة على الوصول إلى كبار القادة العسكريين، حيث استرجع الفيلم عمليات اغتيال الشهيديْن أبو جهاد في تونس ويحيى عيّاش في غزّة، ورفض رئيس شعبة جمع المعلومات السابق في الموساد، تومير حاييم، الإجابة على سؤالٍ فيما إذا كانت "إسرائيل" تدفع الغالي والنفيس للعملاء من أجل تنفيذ مهام التجسس المنوطة بهم، مضيفًا أنّ تل أبيب تستخدِم عملاء أجانب لتنفيذ عدد من العمليات في الخارج، ولكن الاعتماد على الإسرائيليين يبقى الأضمن، كما قال.
وكان واضحًا من خلال متابعة الفيلم أنّ "إسرائيل" بشكلٍ غير رسميّ تتبنّى الرواية الإيرانيّة حول مقتل فخري زادة، والتي جاء فيها أنّ اغتيال أهّم رجلٍ في البرنامج النوويّ الإيرانيّ تمّ بوسائط تكنولوجيّةٍ متطورةٍ جدًا، وأنّ فريق الاغتيال نفذّ العملية بعد أنْ ضمن ابتعاده عن المنطقة، حيثُ أنّ العملية تمّت عن طريق وسائل التحكّم عن بعيد، وحتى أنّ صاحب السيارة التي نُصِب عليها المدفع الرشاش الذي أطلق الرصاصات القاتلة كان قد ترك الأراضي الإيرانيّة قبل يوميْن من موعدها لضمان سلامته.
وبحسب إعادة تمثيل عملية اغتيال “أب البرنامج النوويّ الإيرانيّ”، التي عرضها التلفزيون العبريّ، أنه بعد انطلاق الموكب من بيته إلى الهدف الذي كان يريد وزوجته الوصول إليه، توصّل المسؤولون عن العملية إلى قرارٍ بتفعيل الرشاش الأوتوماتكيّ عن بعد، والذي أطلق سبع رصاصاتٍ أدّت لمقتل فخري زادة على الفور، في حين أنّ زوجته، التي كانت تجلس إلى جانبه لم تُصب بأذى.
ويُمكِن إدخال زمن بث الفلم في إطار الحرب النفسيّة التي تشّنها تل أبيب ضدّ إيران، إذْ أنّه شمل قسميْن رئيسييْن: الأوّل، تعظيم قدرة الموساد بشكلٍ لافتٍ للغاية، والثاني، التأكيد على أنّ دولة الاحتلال ماضية في عمليات الاغتيال وأنشطة التخريب.